عندما أقدمت حكومة غزة المقالة بإنهاء الإمارة الإسلامية الوليدة بعد اقل من ساعتين على إعلانها عبر ارتكاب مجزرة بشعة بكل المقاييس تم اقترافها بحق 'الأمير وأتباعه' من خلال ادعاءات وتبريرات و'تلفيقات' لم تقنع الكثير ممن استمعوا إليها، حيث كانت التبريرات ومحاولات 'شرعنة' المجزرة متناقضة ومرتبكة مفبركة وباهتة، كان هذا واضحا من خلال التصريحات المتناقضة للمتحدثين باسم حكومة وحركة حماس، ابتداء من رئيس الحكومة المقالة السيد إسماعيل هنية وليس انتهاء بالناطق باسم الحكومة السيد طاهر النونو.
ما نقوله عن ان التصريحات كانت متناقضة ومرتبكة وفيها الكثير من التناقض والتزوير، فليس لان لدينا الرغبة في التجني على احد أو من اجل إدانة حماس هكذا -تأبط شرا-، ان محاولة تتبع التصريحات التي صدرت عن قادة حماس يمكن ان تقود بدون ريب إلى ان ما قيل عن المجزرة لم يكن إلا محاولة للاستهتار بعقول الناس ومحاولة لتسويق وتسويغ القتل والمجزرة التي نعتقد بأنه كان بالإمكان تفاديها من خلال بعض من الصبر وإعطاء المزيد من الوقت للوساطات والتدخلات من قبل الخيرين من أهالي غزة ومن قادة الفصائل المختلفة في القطاع.
لقد كان لافتا ما قاله السيد إسماعيل هنية عندما صرح بان هؤلاء كفروا الجميع وكفروا بهم وبالتالي فان من يفعل ذلك فقد حرم دمه، وهذا ما تردد على لسان أكثر من مسؤول في حماس، ثم قيل على لسان وزير الداخلية بان هؤلاء رفضوا القتال خلال الحرب على غزة بحجة أنهم لن يعينوا كافرا على كافر، وفي هذا ما يشير على ان النية كانت مبيتة لدى حماس بان تهاجم هؤلاء في أول فرصة سانحة، هذا على افتراض ان مثل هذا الحديث صدر عن جماعة الإمارة، وانهم لم يشاركوا في الدفاع عن القطاع خلال العدوان الإسرائيلي الهمجي، وهي محاولة على أي حال للتعريض بأهل الإمارة من خلال الإيحاء بأنهم لم يقاتلوا العدو برغم ان هؤلاء كانوا وبحسب الكثير من المصادر انهم من خيرة المقاتلين وممن رفضوا الانصياع لأوامر حماس التقيد بالهدنة وقد خرج الكثير منهم من صفوف حماس احتجاجا على ذلك.
في سياق التصريحات المتناقضة ما قيل على لسان أكثر من مسؤول بان الأمير أصيب بلوثة عقلية في محاولة للإساءة للرجل وانه لا يتمتع بقدرات عقلية سليمة، هذا عدا عن محاولة التضليل من خلال القول بأنه من أتباع الأجهزة الأمنية السابقة أي جماعة دايتون، عدا عن اتهاماته وجماعته بالعمالة وهذا ما لم يمكن قبوله حيث ان هذه التهمة باتت جاهزة لكل حالة قد يتم الاختلاف معها في الساحة الفلسطينية وهذا ما كان يحدث عبر عشرات السنين من تجربة “الثورة'. على أي حال الأمثلة كثيرة والتصريحات موجودة في كل مكان لمن يرغب بالتيقن منها وما فيها من تناقضات، وهذا ما لم نكن نرغب في الخوض فيه إلا انه كان لا بد من إيراده من اجل التدليل على ان من وقف مدافعا عن ممارسة حماس وجريمتها ومجزرتها إنما قام بباطل غير مقبول البتة وهو إنما يساعد على تعميم ثقافة التدليس والكذب واستباحة الدم الفلسطيني.
بعد المجزرة المروعة التي حصدت في طريقها العشرات بين قتيل وجريح عدا عما خلفته من دمار ورعب في نفوس الناس، وما قد تجره مثل هذه المجزرة في المستقبل، وما سيكون لها من تبعات بالتأكيد غير محمودة، لم يتوان الكثير ممن استشعروا القلق على هذا الذي يجري في قطاع غزة عن الإدلاء بدلوه وكان ما كتب وما قيل في اغلبه ضد هكذا ممارسات منددا ومستنكرا لها لأنها لن تجر إلا مزيدا من الدم.
وبالمثل كان هناك من دافع عن موقف حماس وتبناه، إلا ان ما كان مفاجئا هو تلك التصريحات التي أدلى بها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الذي قال بأن 'حكومة حماس كانت على حق في تلك الاشتباكات التي وقعت بينها وبين جماعة جند أنصار الله' ولفت إلى انه كتب كتابه الأخير 'إلى أمثال هؤلاء' في إشارة واضحة إلى جماعة الإمارة. كما قال القرضاوي في ندوة عقدت في نقابة الصحفيين بالقاهرة ونقلها موقع إسلام اون لاين 'حماس معها حق، لأنها حاولت ان تثني الجند عن مقاتلة إخوانهم لكنهم رفضوا فاضطرت حماس إلى استخدام القوة'.
عندما يصرح شخص بثقل القرضاوي وما يمثله من موقع اعتباري وحقيقي في العالم الإسلامي بمثل هذه التصريحات فانه كأنما يقول لحماس ان عليك ان تقومي بذلك في كل مرة يمكن لأحدهم ان يفكر مجرد التفكير في الخروج على ' طاعتك'، وهو بهذه الطريقة إنما يدعوا إلى الاستزادة من هذا الدم، ان التصريح واضح تماما وفيه من الاستسهال والاسترخاص للدم الفلسطيني ما يثير الغثيان.
مثل هذه التصريحات الصادرة عن القرضاوي لم تكن الأولى التي يحرض فيها طرف مسلم على آخر، فهو كان له مثل هذه التصريحات عندما شن حملة غير مسبوقة على المذهب الشيعي بحجة انهم يحاولون 'التبشير' بمذهبهم وانهم يوظفون المليارات من الدولارات في سبيل ذلك، وقد صور الخطر الشيعي في حينه على انه أكثر تهديدا من أي خطر آخر، وقد تزامنت تصريحاته في حينه مع هجمة تقف ورائها إسرائيل والدوائر الغربية والعربية المرتبطة بجهات مشبوهة في محاولة لإيقاع الفتنة بين المسلمين من المذهبين الشيعي والسني وفي ظل تنامي شعبية حزب الله اللبناني الذي نجح في مقارعة الكيان العنصري وحقق صفقة الأسرى الأخيرة.
ان ينجر شيخ كالقرضاوي إلى هذا الذي جرى وان يتبنى 'قصة' حكومة حماس المروية دونما تيقن ودون متابعة حقيقية إنما تعني ان الرجل ليس طرفا محايدا وانه يصطف إلى جانب جماعته من الإخوان المسلمين هكذا بدون تردد، برغم اننا كنا ولا نزال نعتقد بأنه كان على الشيخ ان يدعو إلى التصالح والتسامح والإحسان والعفو، لا ان يؤجج الموقف وان يقوم بتحريض واضح وجلي بهذا الشكل الذي قراناه أعلاه مستغلا موقعه وما يمثله من موقع مرموق في العالم الإسلامي وان يقتدي بالرسول وصحبه في التسامح، لا ان يقوم بالإفتاء وتحليل 'الذبح' بهذا الشكل الفج غير المقبول وكان من يقتلون في القطاع هم مجرد خراف أو حيوانات ضالة، كان على الشيخ ان يتقي الله في هذا الدم وان يدعو إلى الحكمة والتسامح والموعظة الحسنة، لا إلى المزيد من الدم، لأنه بمثل هكذا تصريحات أنما يشرعن ويحلل القتل وارتكاب المزيد من المجازر.
كان من الأفضل للشيخ ان يظل صامتا على ان يقول ما قال، وكان من الممكن له ان يقول شيئا خيرا مما قال لو انه تمعن وراجع جميع التصريحات التي صدرت عن حكومة هنية وحركة حماس من اجل تبرير المجزرة، وذلك حتى فيما إذا صدرت منه أو عنه أية تصريحات أو قول في هذا الشأن كان قوله عن علم ويقين لا عن جهالة وعن حالة من التعاطف غير المبرر مع جماعة حماس أو الإخوان المسلمين، فثمة فرق بين ان يتم التصريح أو إصدار الفتاوى عن علم ويقين وبروية وان تصدر هكذا بتسرع ودون تيقن أو علم بمجمل الصورة. كان يمكنه ان يدقق في ما يقول حتى لا يحسب عليه ما يقوله ويتم تفسير أقواله على انها رخصة للقتل،
المشكلة التي لم يرد ان يأتي عليها أو يعلمها الشيخ القرضاوي ان حماس هي المساهم الرئيس في نشأة مثل هذه الحركات التي تسميها الآن متطرفة وتكفيرية، وهي ان لم تسهم في بناء كل أو بعض هذه الجماعات فهي مهدت الأرضية لقيام مثل هذه الجماعات من خلال مجمل الممارسات التي مارستها حماس أو من خلال القرارات التي تم اتخاذها في قطاع غزة أو ما يسميه البعض إمارة حماس بعد ان سيطرت الحركة على القطاع بقوة السلاح قبل ما يزيد على السنتين، القرضاوي تجاهل كل العوامل التي أدت إلى بروز مثل هذه الحالات التي آوتها حماس وغذتها ووفرت لها الغطاء والشرعية والدعم، قد يكون ذلك له علاقة بحسابات وأجندات حمساوية، ولم يدر في خلدها بان هذه الحركات قد تتمرد عليها أو ترفض الانصياع لقراراتها، ومن هنا فبمثل ما شرعنت حماس وجود مثل هذه الجماعات ووفرت لها الدعم قامت أيضا بالإفتاء بعدم شرعيتها وضرورة القضاء عليها.
أخيرا لا بد من ان نهمس في اذن الشيخ القرضاوي بان من غير المنطقي ان يورط نفسه بمثل هكذا 'فتاوى' وتصريحات وإعطاء رخص بالقتل دون الرجوع إلى الخلفيات التاريخية والحقيقية للجماعة، ولكل ما تقوم به حماس في القطاع، وان يكون احد المساهمين في عملية التضليل كما تحليل الدم التي مورست قبل وبعد المجزرة.
[right]
ما نقوله عن ان التصريحات كانت متناقضة ومرتبكة وفيها الكثير من التناقض والتزوير، فليس لان لدينا الرغبة في التجني على احد أو من اجل إدانة حماس هكذا -تأبط شرا-، ان محاولة تتبع التصريحات التي صدرت عن قادة حماس يمكن ان تقود بدون ريب إلى ان ما قيل عن المجزرة لم يكن إلا محاولة للاستهتار بعقول الناس ومحاولة لتسويق وتسويغ القتل والمجزرة التي نعتقد بأنه كان بالإمكان تفاديها من خلال بعض من الصبر وإعطاء المزيد من الوقت للوساطات والتدخلات من قبل الخيرين من أهالي غزة ومن قادة الفصائل المختلفة في القطاع.
لقد كان لافتا ما قاله السيد إسماعيل هنية عندما صرح بان هؤلاء كفروا الجميع وكفروا بهم وبالتالي فان من يفعل ذلك فقد حرم دمه، وهذا ما تردد على لسان أكثر من مسؤول في حماس، ثم قيل على لسان وزير الداخلية بان هؤلاء رفضوا القتال خلال الحرب على غزة بحجة أنهم لن يعينوا كافرا على كافر، وفي هذا ما يشير على ان النية كانت مبيتة لدى حماس بان تهاجم هؤلاء في أول فرصة سانحة، هذا على افتراض ان مثل هذا الحديث صدر عن جماعة الإمارة، وانهم لم يشاركوا في الدفاع عن القطاع خلال العدوان الإسرائيلي الهمجي، وهي محاولة على أي حال للتعريض بأهل الإمارة من خلال الإيحاء بأنهم لم يقاتلوا العدو برغم ان هؤلاء كانوا وبحسب الكثير من المصادر انهم من خيرة المقاتلين وممن رفضوا الانصياع لأوامر حماس التقيد بالهدنة وقد خرج الكثير منهم من صفوف حماس احتجاجا على ذلك.
في سياق التصريحات المتناقضة ما قيل على لسان أكثر من مسؤول بان الأمير أصيب بلوثة عقلية في محاولة للإساءة للرجل وانه لا يتمتع بقدرات عقلية سليمة، هذا عدا عن محاولة التضليل من خلال القول بأنه من أتباع الأجهزة الأمنية السابقة أي جماعة دايتون، عدا عن اتهاماته وجماعته بالعمالة وهذا ما لم يمكن قبوله حيث ان هذه التهمة باتت جاهزة لكل حالة قد يتم الاختلاف معها في الساحة الفلسطينية وهذا ما كان يحدث عبر عشرات السنين من تجربة “الثورة'. على أي حال الأمثلة كثيرة والتصريحات موجودة في كل مكان لمن يرغب بالتيقن منها وما فيها من تناقضات، وهذا ما لم نكن نرغب في الخوض فيه إلا انه كان لا بد من إيراده من اجل التدليل على ان من وقف مدافعا عن ممارسة حماس وجريمتها ومجزرتها إنما قام بباطل غير مقبول البتة وهو إنما يساعد على تعميم ثقافة التدليس والكذب واستباحة الدم الفلسطيني.
بعد المجزرة المروعة التي حصدت في طريقها العشرات بين قتيل وجريح عدا عما خلفته من دمار ورعب في نفوس الناس، وما قد تجره مثل هذه المجزرة في المستقبل، وما سيكون لها من تبعات بالتأكيد غير محمودة، لم يتوان الكثير ممن استشعروا القلق على هذا الذي يجري في قطاع غزة عن الإدلاء بدلوه وكان ما كتب وما قيل في اغلبه ضد هكذا ممارسات منددا ومستنكرا لها لأنها لن تجر إلا مزيدا من الدم.
وبالمثل كان هناك من دافع عن موقف حماس وتبناه، إلا ان ما كان مفاجئا هو تلك التصريحات التي أدلى بها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الذي قال بأن 'حكومة حماس كانت على حق في تلك الاشتباكات التي وقعت بينها وبين جماعة جند أنصار الله' ولفت إلى انه كتب كتابه الأخير 'إلى أمثال هؤلاء' في إشارة واضحة إلى جماعة الإمارة. كما قال القرضاوي في ندوة عقدت في نقابة الصحفيين بالقاهرة ونقلها موقع إسلام اون لاين 'حماس معها حق، لأنها حاولت ان تثني الجند عن مقاتلة إخوانهم لكنهم رفضوا فاضطرت حماس إلى استخدام القوة'.
عندما يصرح شخص بثقل القرضاوي وما يمثله من موقع اعتباري وحقيقي في العالم الإسلامي بمثل هذه التصريحات فانه كأنما يقول لحماس ان عليك ان تقومي بذلك في كل مرة يمكن لأحدهم ان يفكر مجرد التفكير في الخروج على ' طاعتك'، وهو بهذه الطريقة إنما يدعوا إلى الاستزادة من هذا الدم، ان التصريح واضح تماما وفيه من الاستسهال والاسترخاص للدم الفلسطيني ما يثير الغثيان.
مثل هذه التصريحات الصادرة عن القرضاوي لم تكن الأولى التي يحرض فيها طرف مسلم على آخر، فهو كان له مثل هذه التصريحات عندما شن حملة غير مسبوقة على المذهب الشيعي بحجة انهم يحاولون 'التبشير' بمذهبهم وانهم يوظفون المليارات من الدولارات في سبيل ذلك، وقد صور الخطر الشيعي في حينه على انه أكثر تهديدا من أي خطر آخر، وقد تزامنت تصريحاته في حينه مع هجمة تقف ورائها إسرائيل والدوائر الغربية والعربية المرتبطة بجهات مشبوهة في محاولة لإيقاع الفتنة بين المسلمين من المذهبين الشيعي والسني وفي ظل تنامي شعبية حزب الله اللبناني الذي نجح في مقارعة الكيان العنصري وحقق صفقة الأسرى الأخيرة.
ان ينجر شيخ كالقرضاوي إلى هذا الذي جرى وان يتبنى 'قصة' حكومة حماس المروية دونما تيقن ودون متابعة حقيقية إنما تعني ان الرجل ليس طرفا محايدا وانه يصطف إلى جانب جماعته من الإخوان المسلمين هكذا بدون تردد، برغم اننا كنا ولا نزال نعتقد بأنه كان على الشيخ ان يدعو إلى التصالح والتسامح والإحسان والعفو، لا ان يؤجج الموقف وان يقوم بتحريض واضح وجلي بهذا الشكل الذي قراناه أعلاه مستغلا موقعه وما يمثله من موقع مرموق في العالم الإسلامي وان يقتدي بالرسول وصحبه في التسامح، لا ان يقوم بالإفتاء وتحليل 'الذبح' بهذا الشكل الفج غير المقبول وكان من يقتلون في القطاع هم مجرد خراف أو حيوانات ضالة، كان على الشيخ ان يتقي الله في هذا الدم وان يدعو إلى الحكمة والتسامح والموعظة الحسنة، لا إلى المزيد من الدم، لأنه بمثل هكذا تصريحات أنما يشرعن ويحلل القتل وارتكاب المزيد من المجازر.
كان من الأفضل للشيخ ان يظل صامتا على ان يقول ما قال، وكان من الممكن له ان يقول شيئا خيرا مما قال لو انه تمعن وراجع جميع التصريحات التي صدرت عن حكومة هنية وحركة حماس من اجل تبرير المجزرة، وذلك حتى فيما إذا صدرت منه أو عنه أية تصريحات أو قول في هذا الشأن كان قوله عن علم ويقين لا عن جهالة وعن حالة من التعاطف غير المبرر مع جماعة حماس أو الإخوان المسلمين، فثمة فرق بين ان يتم التصريح أو إصدار الفتاوى عن علم ويقين وبروية وان تصدر هكذا بتسرع ودون تيقن أو علم بمجمل الصورة. كان يمكنه ان يدقق في ما يقول حتى لا يحسب عليه ما يقوله ويتم تفسير أقواله على انها رخصة للقتل،
المشكلة التي لم يرد ان يأتي عليها أو يعلمها الشيخ القرضاوي ان حماس هي المساهم الرئيس في نشأة مثل هذه الحركات التي تسميها الآن متطرفة وتكفيرية، وهي ان لم تسهم في بناء كل أو بعض هذه الجماعات فهي مهدت الأرضية لقيام مثل هذه الجماعات من خلال مجمل الممارسات التي مارستها حماس أو من خلال القرارات التي تم اتخاذها في قطاع غزة أو ما يسميه البعض إمارة حماس بعد ان سيطرت الحركة على القطاع بقوة السلاح قبل ما يزيد على السنتين، القرضاوي تجاهل كل العوامل التي أدت إلى بروز مثل هذه الحالات التي آوتها حماس وغذتها ووفرت لها الغطاء والشرعية والدعم، قد يكون ذلك له علاقة بحسابات وأجندات حمساوية، ولم يدر في خلدها بان هذه الحركات قد تتمرد عليها أو ترفض الانصياع لقراراتها، ومن هنا فبمثل ما شرعنت حماس وجود مثل هذه الجماعات ووفرت لها الدعم قامت أيضا بالإفتاء بعدم شرعيتها وضرورة القضاء عليها.
أخيرا لا بد من ان نهمس في اذن الشيخ القرضاوي بان من غير المنطقي ان يورط نفسه بمثل هكذا 'فتاوى' وتصريحات وإعطاء رخص بالقتل دون الرجوع إلى الخلفيات التاريخية والحقيقية للجماعة، ولكل ما تقوم به حماس في القطاع، وان يكون احد المساهمين في عملية التضليل كما تحليل الدم التي مورست قبل وبعد المجزرة.
[right]